صدعنا الشيخ حازم أبوإسماعيل بقوله إن قاتلى طالب السويس أمن دولة وطلعوا لهم دقن وشاركه هذا الرأى بعض المثقفين ممن لو أصابهم إمساك، فسيتهمون العسكر وأمن الدولة بأنهم سبب الإمساك المزمن الذى أصابهم، ما هو الموقف إذن بعد أن انكشف كل شىء وبان على رأى الراحل مدبولى؟، هل ستخجلون أم أن حمرة الخجل تخاصمكم؟، ماذا بعد أن اكتشفنا أن أحدهم ليس ملتحياً فقط ولكنه أمام جامع؟!!، هل ستتوقفون عن تلك الأسطوانة المشروخة التى تلطف من خطر تيار التطرف الدينى على المجتمع وتحاول أن تجعل من النمر قطاً أليفاً كما تصور الراحل أنور السادات الذى اغتاله النمر وهو الذى فى الأصل رباه وسمنه وأنقذه من جوع وأخرجه من سجن؟!!.

المجلس العسكرى مسئول عن منح الأحزاب الدينية رخصة العمل والوجود فى الحياة السياسية وهو بذلك التخبط أوصلنا إلى هذا المصير، شهوة العمل السياسى وهجرة العمل الدعوى الدينى إلى كراسى السلطة الوثيرة جعل هؤلاء يستأسدون ويتوغلون ويتسربون إلى مسام المجتمع، الحزب الدينى حزب إقصائى بالضرورة؛ لأن الفكرة نفسها إقصائية، واندماج الحزب القائم على أساس دينى فى المجتمع مستحيلة مثل اندماج الزيت بالماء، وهم لن يتغيروا، ورهاننا على تغييرهم فاشل بامتياز، هم سيصرون على ما يفعلونه وإلا فالبديل هو اللامجتمع، لجنة تأسيسية تضع دستوراً هم يشكلونه على مقاسهم، مقاس العصور الوسطى، وللأسف انتقلت العدوى إلى مجتمعنا الغلبان والدليل المناقشات الدائرة فى قاع المجتمع حول مقتل طالب السويس.

تصوروا ما يهم الناس هو تفاصيل الوضع الخليع الذى قال عنه المتهمون واللى صدقناه وخدنا كلامهم وكأنه قرآن!، الرفاق حائرون، يفكرون يتساءلون فى جنون، هو الوضع الخليع كان إيه بالضبط؟، ويخرج علينا وزير الداخلية الهمام ليقول: يا سلام لو كان الولد اعتذر وقال آسف!!، الناس يتساءلون وهم يحولون الجريمة إلى نميمة، هو كان ماسك إيدها ولا بيبوسها ولا حاجة تانية؟!!، إنتو مالكو يا بشر!، هو ده اللى بيوجعكم، السويس التى تعيش فى نقص خدمات مرعب، هل هى فاضية لنميمة العصارى والزبالة تملأ الشوارع والميادين؟ وأقرأ بصدمة أن الشباب السويسى سيتظاهر من أجل صلاحيات الرئيس على الرغم من أن المفروض والبديهى أن يتحول الطالب أحمد حسين إلى أيقونة لبناء الدولة المدنية التى تحترم فيها الحريات الشخصية، هذه هى الأولوية الآن والحياة أولويات.

الوضع الخليع هو وضع الوطن، القباحة هى ما يجرى من ذبح وإهانة وسرقة لهذا البلد وجيناته الحضارية، قلة الأدب ليست فى نزهة الكورنيش بل فى مغارة العصابة التى تسرح فى شرايين هذا الوطن.